جامعة البليدة تحتضن المنتدى الدولي حول الاستثمار في الطاقات المتجددة
تأكد كل التقارير الصادرة عن الهيئات الدولية الحكومية والغير الحكومية ان ظاهرة الاحتباس الحراري أثرت بشكل ملحوظ على حياة كل الكائنات في جميع القارات والمحيطات. إن التأثير البشري على النظام المناخي واضح وآخذ في التزايد إذ أن العديد من التغيرات المرصودة منذ خمسينيات القرن الماضي لم يسبق لها مثيل على مدى فترة بلغت عقود وآلاف السنين. كل هذا يتعلق بأنشطة الإنسان التي دأبت على استنزاف البيئة واستخراج الطاقة من مصادر ملوثة لكن في الوقت الراهن بدأت حدة الأصوات المغيرة تتعالى بضرورة الانتقال الطاقوي بالاعتماد على الطاقات البديلة الكفيلة بالحد من تغير المناخ و مخاطره، وهناك حلول كثيرة بيد البشرية تتيح مواصلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول.
ففي السياق الجزائري الحالي الذي يشهد ميدان الطاقة حركية نحو الطاقات المستدامة بمخطط يتوقع فيه إنتاج 22 جيقاواط من الطاقات المتجددة في آفاق سنة 2030 وتماشيا مع هذا المسعى تنظم جامعة البليدة “2” يومي 26 و27 فيفري 2018 ملتقا دوليا حول الاستثمار في الطاقات المتجددة في الجزائر.
ينتظر من الملتقى الذي سيجمع العديد من المستثمرين، الخبراء والباحثين من مختلف دول العالم مناقشة إمكانية التحول الطاقوي والوقوف على مصادر الطاقة البديلة التي تزخر بها البلد وكذا مناخ الاستثمار في الجزائر ومختلف السبل لبلوغ .الأهداف المسطرة من طرف الدولة، سعيا منها للتقليل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لشدة المخاطرها وآثارها وهذا ما أكدته الجزائر في قمة المناخ 23 المنعقدة ببون بألمانيا في نوفمبر من السنة الماضية على أنها ستواصل التزاماتها في المساهمة في المجهود العالمي للتقليل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بواسطة سلسلة من الإجراءات خاصة نشر برنامجين للطاقات المتجددة والفاعلية الطاقوية والتسيير الرشيد للموارد الطبيعية كل هذا ينصب في بلوغ النمو الاخضر.
الملتقى سيتناول الإشكالية التالية: إلى أي مدى يساهم الاستثمار في الطاقات المتجددة في تحقيق التنمية المستدامة؟ وللإجابة على هذا السؤال المحوري خصص أربع محاور: المحور الأول الطاقات المتجددة كبديل، المحور الثاني: مناقشة الأطر القانونية والتنظيمية التي تسير الاستثمار في الجزائر أما المحور الثالث يستعرض واقع الاستثمار في الطاقات المتجددة في الجزائر وتحديات التنمية المستدامة والمحور الرابع والأخير يعرض التجارب العربية والدولية في مجال الاستثمار في الطاقات المتجددة.
ومن بين الأهداف المعلنة من الملتقى نذكر: الأهمية الكبيرة التي يكتسيها ميدان الطاقات المتجددة خاصة على الصعيد الوطني، ضرورة تكثيف وتسريع البحوث في الطاقات البديلة من طرف الباحثين، تحفيز رجال الأعمال على إيجابية الاستثمار في الميدان الطاقوي المستدام، تفعيل الإجراءات القانونية المشجعة لتبني الطاقات البديلة كخيار استراتيجي، البحث عن بدائل للبترول بعد انهيار أسعاره في الأسواق العالمية، مناقشة التحديات التي تواجهها الطاقة النظيفة، التطرق إلى المجرى التنموي للجزائر بالتركيز على المجهودات في مجال تطوير هذا القطاع الحساس للتمكن من استخلاص توصيات ونصائح وعرض اقتراحات من شأنها توفير ظروف ملائمة لقطاع الطاقات المتجددة في الجزائر خاصة وفي العالم عامة.
في نفس القسم