م.ت.ط.م: برنامج بحث ثلاثي طموح لمرافقة الانتقال الطاقوي في الجزائر
أدرجت اليوم الطاقات المتجددة في قلب السياسات الطاقوية والاقتصادية التي تقودها الجزائر: وضع تطورها كأولوية وطنية. تطبيق البرنامج الوطني للطاقات المتجددة يسمح بإنشاء صناعة متجددة قوية في الجزائر. التطوير الصناعي للطاقات المتجددة يتطلب الابتكار والتطوير التكنولوجي وسيساهم حتما في تحرر البحث، الابتكار والتطوير في هذا النطاق التكنولوجي العالي وينشئ المزيد من الجسور بين عالم البحث والعالم الصناعي. عمليات البحث، التطوير، العروض ونشر منتجات البحث يجب أن تتدعم بسياسات تكنولوجية متكاملة تدابير السوق. دعم البحث، التطوير والعروض في مجال الطاقات المتجددة يعتبر أيضا أولوية وطنية وخيارا استراتيجيا كما تؤدي إلى تطوير حلول طاقوية جديدة موثوقة ونظيفة وذات أسعار مناسبة بواسطة التطوير التكنولوجي، النضج التكنولوجي، المنافسة التكنولوجية ونشر الطاقات المتجددة على نطاق واسع.
هذا الدعم يجب أن ينبع في آن واحد من السلطات ولكن أيضا من المؤسسات الخاصة. تمويل مشاريع البحث، التطوير والعروض يحب أن يكون مقيّما ليس فقط في المنظور الاقتصادي أو البيئي ولكن أيضا من حيث الاستراتيجية الجيوسياسية لأن تموقع الدول في عالم تسيطر عليه الطاقات المتجددة سيكون رهينة بدرجة التحكم التكنولوجي ودمجه في الاقتصاد الوطني. وإدراكا لهذه القضايا، أعد مركز تنمية الطاقات المتجددة (م.ت.ط.م) برنامجه الثلاثي للبحث/التطوير 2017 -2019 الذي يندرج في إطار تنفيذ القانون الثالث التوجيهي حول البحث العلمي والتطوير التكنولوجي الصادر في ديسمبر 2015. هذا البرنامج الثلاثي سيرافق تنفيذ برنامجي تطوير طاقات متجددة والفاعلية الطاقوية. بسبب الوضع المالي الصعب للبلد حاليا، سيتم توجيه أعمالنا نحو تقاسم ورسملة الموارد البشرية والموارد المادية لمركز تنمية الطاقات المتجددة وعلى هذا فإن مشاريع البحث الثلاثية 2017-2019 أعدت بالاعتماد على إستراتيجية جديدة لتعبئة الموارد المحلية.
هذه المشاريع البحثية أقرها المجلس العلمي لمركز تنمية الطاقات المتجددة بهدف قيادة بحوث تطبيقية في الميادين ذات أولوية وتأثير حقيقي في الميدان الاقتصادي. وعليه فالبرنامج الثلاثي 2017-2019 وضع استنادا وفي المقام الأول على إشكاليات مطروحة في القطاع الاقتصادي والاجتماعي وعلى الحقائق على أرض الواقع، وفي المقام الثاني التقدم التكنولوجي المعتبر في العالم في مجال الطاقات المتجددة.
طورت مشاريع البحث حول الطاقة الشمسية الكهروضوئية، الطاقة الشمسية الحرارية والجيوحرارية، الفاعلية الطاقوية، طاقة الرياح، الطاقة الحيوية والهيدروجين المتجدد وخلايا الوقود وكل ماله شأن في مجالات التطوير الاقتصادي والمتمثلة في: الطاقة، الصناعة، البناء، الفلاحة، النقل، الماء والبيئة. التوجيهات الإرشادية للبرنامج تقتصر أساسا على التحكم التقني والتكنولوجي في الطاقات المتجددة ونشر الإمكانات على نطاق صغير، متوسط وكبير. في نفس السياق أعدت اتفاقيات لدراسة أداء وموثوقية محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية أو الرياح ووضعت في الخدمة لاستخلاص الدروس والخبرات خاصة في المناطق ذات مناخ قاس. سيكون هناك مشاريع تعالج ليس فقط تقييم موارد الطاقات المتجددة وتحديد المناطق المناسبة لإنشاء حقول الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح وأيضا توقعات الإنتاج بحساب التنبؤات الجوية. التعاون مع المؤسسات البحثية الدولية الرائدة سيعزز من اكتساب الخبرات في ميادين البحث الجديدة على غرار رقمنة الأنظمة الطاقوية، تكنولوجيات تخزين الطاقة... وغيرها.
يرمي البرنامج أيضا إلى تعزيز البنية التحتية للجودة على مستوى مركز تنمية الطاقات المتجددة بإنهاء مخبرين تجريبيين للتسخين الشمسي للماء ومعايرة البيرانومترات بهدف المصادقة عليها وفقا لمعيار إيزو17025. وسيتم توسيعها على أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية.
وأخيرا فإن عملية توظيف الباحثين وموظفي دعم البحث واقتناء معدات تكنولوجية عالية الجودة لتعزيز مختلف أقسام البحث والموارد البشرية والمعدات الضرورية للتحكم في المكونات وأجهزة أنظمة تحويل الطاقات المتجددة.
البروفيسور نورالدين ياسع، مدير مركز تنمية الطاقات المتجددة
في نفس القسم